يا آدم: بالتواضع لمُحمّد وآل محمّد تَفلحُ كلَّ الفلاح

تفسير الامام العسكري عليه السلام

ذكر فضل العلم :


ولم يكن سجودهم لآدم، إنما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عزوجل ، وكان بذلك معظما مبجلا له ، ولا ينبغي لاحد أن يسجد (لاحد من دون) الله، ويخضع له كخضوعه لله ، ويعظمه ـ بالسجود له ـ كتعظيمه لله ، ولو أمرت أحدا أن يسجد ـ هكذا ـ لغير الله، لامرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا أن يسجدوا لمن توسط في علوم علي وصي رسول الله، ومحض وداد خير خلق الله علي بعد محمد رسول الله، واحتمل المكاره والبلايا في التصريح باظهار حقوق الله، ولم (ينكر علي) حقا ارقبه عليه قد كان جهله أو أغفله .


ثم قال رسول الله عليه وآله : عصى الله إبليس ، فهلك لما كان معصيته بالكبر على آدم وعصى الله آدم بأكل الشجرة ، فسلم ولم يهلك لما لم يقارن بمعصيته التكبر على محمد وآله الطيبين ، وذلك أن الله تعالى قال له : ( يا آدم عصاني فيك إبليس ، وتكبر عليك فهلك ، ولو تواضع لك بأمري ، وعظم عز جلالي لافلح كل الفلاح كما أفلحت ، وأنت عصيتني بأكل الشجرة ، وبالتواضع لمحمد وآل محمد تفلح كل الفلاح ، وتزول عنك وصمة الذلة فادعني بمحمد وآله الطيبين لذلك ) .
فدعا لهم ، فأفلح كل الفلاح لما تمسك بعروتنا أهل البيت .

321