سؤال آدم عن أنوار محمّد و آل محمّد عليهم السلام

تفسير الامام العسكري عليه السلام - ص 203

102 ـ وقال على بن الحسين (عليهما السلام) : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ قال :


يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه ، إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره ، رأى النور ، ولم يتبين الاشباح .
فقال : يا رب ما هذه الانوار ؟


قال الله عزوجل : أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك ، إذ كنت وعاء لتلك الاشباح .


فقال آدم : يا رب لو بينتها لي ؟ فقال الله عزوجل : انظر يا آدم إلى ذروة العرش .
فنظر آدم ، ووقع نور أشباحنا من ظهرآدم على ذروة العرش ، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأي أشباحنا .


فقال : يا رب ما هذه الاشباح ؟ قال الله تعالى : يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي : هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي ، شققت له اسما من اسمي .
وهذا علي ، وأنا العلي العظيم ، شققت له اسما من اسمي .
وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والارض ، فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عما يعرهم ويسيئهم فشققت لها اسما من اسمي .
وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن ـ و ـ المجمل شققت اسميهما من اسمي هؤلاء خيار خليقتي كرام بريتي ، بهم آخذ ، وبهم أعطي ، وبهم أعاقب ، وبهم أثيب ، فتوسل إلي بهم .
يا آدم ، وإذا دهتك داهية ، فاجعلهم إلي شفعاءك ، فاني آليت على نفسي قسما حقا ـ أن ـ لا أخيب بهم آملا ، ولا أرد بهم سائلا .


فذلك حين زلت منه الخطيئة ، دعا الله عزوجل بهم ، فتاب عليه وغفر له . قوله عزوجل : ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلامنها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ، فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين ، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ، قلنا اهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ، والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب النارهم فيها خالدون ) : 35 ـ 39 .

319