هل يُكره المُؤمن على قبض رُوحه؟

البرهان في تفسير القرآن- ج8

سورة الفجر - 28

عن سدير الصيرفي، قال: قلتُ لأبي عبد الله “عليه السلام”: جُعلتُ فداك يابن رسول الله، هل يُكره المُؤمن على قبض رُوحه؟
قال: لا والله، وإنّه إذا أتاهُ ملكُ الموت لقبض روحهِ جزعَ عند ذلك، فيقولُ لهُ مَلَكُ الموت: يا وليَّ الله، لا تجزع، فو الّذي بعَثَ مُحمَّداً “صلَّى اللهُ عليهِ وآله” لأنا أبرُّ بكَ وأشفقُ عليكَ مِن والدٍ رحيم لو حضرك، افتحْ عينيكَ فانظرْ، قال: ويُمثّلُ لَهُ رسولُ الله وأمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء، والحسن، والحسين، والأئمةُ مِن ذُرّيتهم “عليهم السلام”، فيُقال لهُ: هذا رسول الله وأميرُ المؤمنين، وفاطمة، والحسن والحسين والأئمة رفقاؤك، قال: فيفتحُ عينيه، فينظر فيُنادي رُوحَه مُنادٍ مِن قبل ربّ العزّة، فيقول: يا أيّتها النفسُ المُطمئنة إلى مُحمّدٍ وأهْل بيتهِ ارجعي إلى ربّكِ راضية بالولاية مرضيّةً بالثواب، فادخلي في عبادي يعني مُحمَّداً وأهل بيته، وادخلي جنَّتي، فما شيءٌ أحبُّ إليهِ مِن استلال رُوحه والّلحوق بالمنادي».

458