الشيخ كاشف الغطاء ينفي مظلومية الزهراء عليها السلام و يتهمها بالخروج عن حدود الادب

جنة المأوى للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

الصفحة 135 :
طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الإسلام القرن الأول : مثل كتاب سليم بن قيس ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده بل وإلى يومنا كل كتب الشيعة عنيت بأحوال الأئمة وأبيهم الآية الكبرى وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين وكل من ترجم لهم كتابا وألف فيهم أطبقت كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة أنها بعد رحيل أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها ولطموا خدها حتى احمرت عينها وتناثر قرطها وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها وأسقطت جنينها وماتت وفي عضدها كالدملج ثم اخذ شعراء أهل البيت عليهم السلام هذه القضايا والرزايا ونظموها في أشعارهم ومراثيهم وأرسلوها إرسال المسلمات من الكميت والسيد الحميري ودعبل الخزاعي والنميري والسلامي ومن بعدهم ومن قبلهم إلى هذا العصر وتوسع أعاظم شعراء الشيعة في القرن الثالث عشر والرابع عشر الذي نحن فيه كالخطي والكعبي والكوازين وآل السيد مهدي الحليين وغيرهم ممن يعسر تعدادهم ويفوت الحصر جمعهم وآحادهم وكل تلك الفجائع والفظائع وإن كانت في غاية الفظاعة والشناعة ومن موجبات الوحشة والدهشة ولكن يمكن للعقل أن يجوزها وللأذهان والوجدان أن يستسيغها وللأفكار أن تقيلها ولاسيما وان القوم وقد اقترفوا في قضية الخلافة وغصب المنصب الإلهي من أهله ما يعد أعظم وأفظع ولكن قضية ضرب الزهراء ولطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني ويتقبله عقلي ويقتنع به مشاعري لا لأن القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة بل لأن السجايا العربية والتقاليد الجاهلية التي ركزتها الشريعة الإسلامية وزادتها تأييدا وتأكيدا تمنع بشدة أن تضرب المرأة أو تمد إليها يد سوء حتى أن في بعض كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ما معناه أن الرجل كان في الجاهلية ذا ضرب المرأة يبقى ذلك عارا في أعقابه ونسله .

الصفحة 136 : كيف والزهراء سلام الله عليها شابه بنت ثمانية عشر سنه لم تبلغ مبالغ النساء وإذا كان في ضرب المرأة عار وشناعة فضرب الفتاه اشنع وافظع .
ويزيدك يقينا بما أقول أنها ولها المجد والشرف ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شيء من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها مثل خطبتها الطويلة الباهرة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار وكلماتها مع أمير المؤمنين ألقتها بعد رجوعها من المسجد وكانت ثائرة متأثرة اشد التأثر حتى خرجت عن حدود الأدب التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها فقالت له: يا بن أبي طالب افترست الذئاب وافترشت التراب إلى أن قالت:هذا ابن أبي فلانة يبتزني نحله أبي وبلغه ابني لقد أجهد في كلامي والفيته الألد في خصامي

http://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=862




بيان كلام الزهراء صلوات الله عليها للامير عليه السلام




"
9