الإمامُ الصادق عليه السلام: {إنَّا أنزلناهُ في ليلةِ القدْر} الّليلة فاطمة عليها السلام
تفسير فرات الكوفي

الإمامُ الصادق عليه السلام: {إنَّا أنزلناهُ في ليلةِ القدْر} الّليلة فاطمة عليها السلام

وصف للمقطع

مقطع من برنامج دليل المسافر ح58
http://www.almawaddah.be/posts.php?postId=467
• وقفة عند حديث الإمام الصادق “عليه السلام” في [تفسير فرات الكوفي] صفحة 581 جاء فيها هذا الحديث:
• (يقولُ الإمامُ الصادق ” عليه السلام” في قولهِ عزَّ وجلَّ: {إنَّا أنزلناهُ في ليلةِ القدْر} الّليلة فاطمة، والقدْر الله، فمَن عرَفَ فاطمة فقد أدرك الّليلة وإنّما سُمّيتْ فاطمة لأنَّ الخَلْق فُطِموا عن مَعرفتها).
• المراد مِن قولهِ: (فقد أدرك الّليلة) أي عرَفَ شيئاً مِن أسرارها وحصّل شيئاً مِن فيضها، بِحَسَب ما يتفضّل بهِ إمامُهُ عليه.
• مِثلما مَيّز سُبحانهُ وتعالى شهْر رمضان بين الشُهور، وجَعَل لَهُ ما جَعَلَ لَهُ مِن الخُصوصيّات.. فجَعَلَ فيه جوهرةً برّاقةً لامعةً في شهْر رمضان وهي لَيلةُ القدْر.. كذاكَ هي فاطمةُ جوهرةُ سلسلةِ الإمامةِ العُظمى، إنّها جوهرةُ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين”.
• فليلة القدْر هي ليلة فاطمة وهي ليلةُ صاحب الأمر.. هي ليلةُ كُلُّ إمامٍ في زمانه.. ففي زماننا هذا ليلةُ القدر هي ليلةُ الحُجّةِ بن الحسن “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه”.. ليلةُ القدْر هي ليلةُ فاطمة على طُول الخطّ (في زمانِ رسول الله ليلةُ القدْر هي ليلةُ فاطمة وهي ليلةُ المُصطفى، وفي زمانِ أمير المُؤمنين ليلةُ القدْر هي ليلةُ فاطمة وهي ليلةُ أمير المُؤمنين..) وهكذا في زمان الأئمةِ كُلّهم إلى يومنا هذا.. فليلة القدْر في كُلّ شهْرٍ مِن شُهور رمضان هي ليلةُ فاطمة وهي ليلةُ إمامِ زماننا.. وهذا ما أشرتُ إليهِ مِن أنَّ إمامة فاطمة تتميّز بالمُضاعفة.. هي إمامةٌ مُضاعفة.
• ● إلى أن يقولَ إمامُنا الصادقُ ” عليه السلام” في معنى قولهِ عزَّ وجلَّ: {تنزَّل الملائكةُ والرُوحُ فيها} قال: (الرُوح القُدس هي فاطمة..) الرُوحُ القُدس هذا مُصطلحٌ.. الرُوح القدس له أكثر مِن دلالة ولستُ بصددِ الحديث عن كُلّ التفاصيل.. لكنّني أنظرُ إلى هذهِ الجهةِ فقط وهي أنَّ “الرُوح” الذي جاءَ مَذكوراً في سُورةِ القدْر هو مَجلىً مِن مجالي فاطمة، هُو مِن تجلّياتها، هو مِن مظاهرها.. مَظهرٌ مُقدّسٌ مِن مظاهرها، مِن مظاهر تلكَ الذاتِ التي فُطِمتْ العقولُ عن معرفتها.
• الروحُ الذي حدّثتنا الرواياتُ عنهُ أنّهُ خَلْقٌ أعظم مِن الملائكة، فهُو ليس مِن الملائكة.. ولِذا جاءَ مَعطوفاً ولم يأتِ مذكوراً ضِمْن الملائكة {تنزَّل الملائكةُ والرُوحُ فيها} فهو خَلْقٌ أعظمُ مِن الملائكة بكثير.. إنّهُ مظهرٌ مِن مظاهر فاطمة. وهذا الرُوحُ يتنزّلُ في كُلّ ليلةِ قدْرٍ (في زمان رسول الله، في زمانِ أمير المُؤمنين، في زمنِ الأئمةِ الباقين..) وهذا هُو الذي قصدتُهُ حين قُلتُ أنَّ إمامةَ فاطمة إمامةٌ مُضاعفة ليستْ محصورةً تنظيميّاً في زمنٍ مُعيّن.
• إمامتهم جميعاً ليستْ مَحصورةً بِحَسَب الحقيقةِ في زمنٍ مُعيّن، وإنّما هُناك تنظيمٌ يَرتبطُ بشُؤونِ العبادِ وشُؤون الخَلْقِ خُصوصاً ما يَرتبطُ بالإنس والجنّ.. فهناك مقطعٌ زمانيٌّ تتفعّل فيهِ في العالم الأرضي الترابي تتفعّل إمامةُ كُلّ إمامٍ في مقْطعٍ زمانيٍّ لا علاقةَ لهُ بالإمامِ أصلاً مِن جهةِ الحقيقةِ وإنّما يرتبطُ الأمر بحاجةِ العبادِ والخَلْق.. فهي قضيّةٌ عارضةٌ بالنسبةِ لِحقيقةِ الإمامةِ وذاتيّتها.
• في هذا الجوّ فإنَّ إمامةَ فاطمة تستمرُّ في كُلّ الأزمنة.. فهذا الرُوحُ يتنزّلُ في كُلّ ليلةِ قدر، ولِذا فإنَّ فاطمة هي قيّمةُ الدين.. فلا نستطيعُ أن نتصوَّر أنّها قيّمةٌ وقيمومتُها ليستْ مُتّصلةً، وهذا هُو معنى قيمومتِها “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها”.. فإنّها قيّمةُ الدين في زمانِ رسولِ اللهِ وهي قيّمةُ الدينِ في زمانِ أميرِ المُؤمنين قبل أن تُستشَهد، بعد أن قُتلتْ “صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها”.
• هذهِ عوارض.. حقيقةُ الإمامةِ أسمى مِن كُلّ هذهِ المعاني.. فاطمةُ هي القيّمةُ على الدين

المجموع :2633

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق