الخيارات الأربعة للشيعة في زماننا
وصف للمقطع

نحنُ الَّذين نعيشُ في هذا المقطع الزَّماني من عصرِ الغَيْبَةِ الثانية نعيشُ هذا المقطعَ الزَّماني من زمانِ إمامةِ الحُجَّة بن الحسن صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، نحنُ الشيعةُ أمامنا هذهِ الخيارات:

الخَيَارُ الأوَّل:

أن نستمرَّ على ما نحنُ عليه، كُلُّ الحقائقِ تقول إذا بقينا على هذا الحال، إذا بقي الواقعُ الشيعيُّ على هذا الحال وخُصوصاً في العراق وأتحدَّثُ عن شيعة العراق، لا شأنَ لي بالأوضاع السياسيَّةِ، الأوضاعُ السياسيَّةُ في العراق أوضاعٌ بائسة لا شأن لي بها، إنَّني أتحدَّثُ عن علاقة الشيعةِ بإمامِ زمانها، حديثُنا عن المشروع المهدويّ، حديثُنا عن إمامِ زماننا، إذا بقيت الشيعةُ على حالِها هذا؛ "الإمامُ مُشرِّقٌ والشيعةُ مُغرِّبون"، فإنَّنا سائرون حتماً إلى السيناريو الثالث، هذا الَّذي أعتقدهُ، قد أكون مُصيباً، قد أكونُ مُخطئاً، هذا الخَيَارُ الأوَّل.

الخَيَارُ الثَّاني:

ويا لَيتهُ يكون وهو الَّذي سَيُغَيِّرُ الواقع الشيعي، أنَّ مراجع النَّجفِ وكربلاء يتَّخذونَ قراراً أن يعتذروا عن الحال الَّذي هُم عليه، وأن يُوجِّهوا الشيعة إلى المسارِ العقائدي الصحيح حتَّى لو لم يعتذروا، أن يتحرَّكوا باتجاه الإصلاحِ والتغيير بشكلٍ صادقٍ لا لأجلِ أن يضحكوا على الشيعةِ مرَّةً أخرى بطريقةٍ أخرى، إنَّما يتراجعونَ عن ضلالِ حوزة الطوسي ويتوجَّهونَ إلى حوزةِ إمامنا الصَّادقِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه الَّتي يكذبونَ دائماً من أنَّ حوزة النَّجفِ هي حوزةُ الصَّادق، حوزةُ النَّجفِ لا علاقةَ لها بحوزة الصَّادق، لكنَّني لا أعتقدُ أنَّ الأمرَ هذا سيكون، علاقتُهم بالدُّنيا، طمعهم بتوريث المرجعيَّةِ لأبنائهم ولعوائلهم، طمعهم بالأموالِ، إلى غير ذلك، معَ أنَّهم سينالونَ أكثرَ من هذا لو ساروا في المسار الصحيح، لكنَّهم قست قلوبهم وأعمى الشيطانُ أبصارهم بعدما نقضوا بيعة الغدير، هل نتوقَّعُ خيراً من أناسٍ نقضوا بيعة الغدير بقصدٍ وبعمدٍ وبعدَ ذلك كَذَبوا على الشيعةِ ما كَذَبوا وضَلَّلوهم؟!! لا أعتقدُ أنَّهم يستطيعون أن يتراجعوا لأنَّهم قد سَلَّموا قِيادَهُم للشيطان، أتمنَّى أن أكونَ مُخطئاً في تقديري، وأتمنَّى أن يُسرِعَ مراجعُ النَّجفِ في حركتهم لتغيير الواقع الشيعي ولإصلاحِ واقعِ المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشيعيَّةِ الرسميّة فهذا هو الحلُّ النموذجيُّ المثاليُّ لتغيير الواقع الشيعي، حينئذٍ سنكونُ سُعداء إذا ما تحقَّق هذا الأمر، لأنَّنا سنبقى معَ السيناريو الثاني لكنَّني أستبعدُ وقوعَ هذا الأمر.

الخَيَارُ الثالث:

إنَّهُ خَيَارُ النُّخبة، النُّخبةُ الشيعيَّة من الجامعيّين، من حَمَلَة الشهادات، من المثقّفين، من الإعلاميّين، وحتَّى من السياسيّين، النُّخبةُ الصَّالِحةُ الَّتي التمست طريقَ الحق أو الَّتي بإمكانها أن تبحثَ عن طريق الحق، وأنا أدعوهم أن يعودوا إلى برامجي، لا أدعوهم لاتِّباعي وحقِّ الزَّهراءِ لا أريدُ أحداً أن يتَّبعني، أنا لا أريدُ أن ألعب هذهِ اللعبة، لا أريدُ منهم أن يتَّبعوني، ولا أريدُ منهم أن يُصدِّقوني، ولا أريدُ منهم أن يقبلوا كُلَّ كلامي، فأنا بشرٌ يختلطُ خطأي مع صوابي، وتختلطُ هدايتي مع ضلالتي، وحكمتي إنْ كان عندي من حكمةٍ مع سفاهتي، هذا هو واقعي إنَّهُ واقعُ الإنسان، ولهذا السبب فأنا أحتاجُ إلى الإمام المعصوم.

فأنا أقولُ للنُّخبةِ: عودوا إلى برامجي لا لأجلِ أن تتَّبعوني، ولا لأجلِ أن تُصنِّموني، ولا لأجلِ أن تُصدِّقوا كلامي، ولا أُبالي لو كذَّبتُموني، ولا لأجلِ أن تقبلوا كُلَّ كلامي، أنا أقولُ عودوا إلى برامجي وابحثوا عن الحقيقةِ كي تعثروا عليها بأنفُسكم، دَقِّقوا في الوثائقِ والأدلَّةِ والشَّواهدِ والدقائقِ والحقائق كي تُدرِكوا الحقيقةَ بِحُكمٍ من عُقولِكم وبإذعانٍ من قُلُوبكم لا شأن لكم بي أَكُنتَ صالحاً أم كُنتُ طالِحاً، أنا لا أُمَثِّلُ شيئاً بالنسبةِ لكم، أنا رَاويةُ حديث، أنا واسطةٌ لنقل المعلوماتِ فقط، وأنتُم عليكم أن تبحثوا بأنفسكم.

هذا الخَيَارُ الثالثُ يُمكنُ أن يتحقَّق إذا ما وضعتُم أيديكم في يدي ووضعتُ يدي في أيديكم، بالإمكانِ أن يتحقَّقَ هذا الخَيَار أن ينشأ تيَّارٌ مُجتمعيٌّ لا علاقةَ لهُ بتلكَ المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشيعيَّةِ الرسميَّةِ الفاشلة، إنَّها مُؤسَّسةُ الـمُرجئةِ والبَتْريَّةِ والـمُقَصِّرة، بإمكانكم أن تفعلوا ذلك، وهُناك فُسحةٌ السيستانيُّ إذا ما ماتَ فإنَّ الأمور لن تبقى على حالها، مثلما كانَ السيستانيُّ موجوداً، بإمكانكم أن تُؤسِّسوا من الآن لتيّارٍ مجتمعيٍّ واسعٍ، أنتُم النُّخبةُ هذهِ وظيفتكم، أنا لا أدعوكم إلى تنظيمٍ سياسيٍّ، ولا أدعوكم أن تُشكِّلوا تشكيلاتٍ هذا مسؤولٌ وذلكَ قائدٌ، إذاً خرجنا من حُفرةٍ مليئةٍ بالقذارةِ وسقطنا في حُفرةٍ أقذر، أنا لا أدعوكم إلى تنظيمٍ للأفراد، ولا أدعوكم إلى تشكيلِ مجموعاتٍ يُنصَّبُ فيها فُلان قائداً وفُلان مسؤولاً، هذا الهراءُ هو الَّذي دَمَّرنا.

عَجِّلوا من الآن، لِماذا أنتم نائمون؟!

عَجِّلوا، أنشئوا تيَّاراً مجتمعيَّاً عقائديَّاً يتبنَّى هذا الفكر ويتبنَّى هذهِ العقائد على الأقلِ للجيل القادمِ، نحنُ ذاهبون أنا ومن في سنّي ذاهبون، عُيونُ الإمام الحُجَّةِ إلى الشباب، دعونا نُهيئّ الطريق أمامَ شباب الشيعةِ للأجيال القادمة، اغتنموا هذهِ الفُرصة وقَدِّموا دقائق من الخدمة الصَّادقةِ لإمامِ زمانكم كي تأخذوها معكُم إلى قبوركم.

صَدِّقوني وأنا أقولُها لكم من خبرةٍ في معارفِ أهل البيت: لن تنفعكم صلاتكم ولن ينفعكم صيامكم، هذا لا يعني أن تتركوا صلاتكم وصيامكم، لن تجدوا لذلكَ قيمةً، ستجدونَ القيمةَ فقط لخدمةِ إمامِ زمانكم، مِن هُنا الإمامُ الصَّادقُ يقول: (لَوْ أَدْرَكتُهُ لخَدَمتُهُ أَيَّامَ حَيَاتِي)، الإمامُ الصَّادقُ هو أطولُ الأَئِمَّة عُمراً، نحنُ نتحدَّثُ عن عُمرِ إمامٍ معصوم يريدُ أن يُنفِقَهُ، أن يَصرِفَهُ في خدمةِ إمام زماننا فماذا نقولُ نحنُ؟! لو جمعنا كُلَّ أعمارنا وكُلَّ أعمارِ الخلائقِ هل يُمكننا أن نُقايسها، لا أقول هل يمكننا أن نساويها، هل يُمكننا أن نُقايسها بجزءٍ يسيرٍ من ثانيةٍ من عُمر إمامنا الصَّادق؟ لا يمكنُ ذلك لا يُمكنُ المقايسة، المقايسةُ باطلةٌ، أنا لا أقول لا تساوي، لا يمكنُ المقايسة..

أمَّا الخيارُ الرابع:

أن نبقى مُتردّدين، أن نبقى خائفين، أن نبقى يسيطرُ علينا الجُبنُ تارةً، الهلعُ تارةً أخرى، أن نخافَ من أن يُقال عنَّا كذا وكذا، أن نبقى في حالةِ تردُّد فإنَّ عاقبتنا ستبقى أيضاً في حالةِ تردُّد، لا ندري ماذا سيحلُّ بنا؟!

المجموع :2591

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق