الكاظم عليه السلام : وَأَنْتُم عُلِّلْتُم بِالأَمَانِيّ فَخَرَجَ إِلَيْكُم كَمَا خَرَج
وصف للمقطع

الجزء الثاني من علل الشرائع للشيخ الصدَّوق المتوفّى سنة (381) للهجرة، بابِ نوادر العِلَل، الحديثُ السادس عشر: بِسَندهِ، عَن عَلِيّ بن يَقْطِين قَالَ، قُلْتُ لِأَبِي الحَسَن مُوسَى - الحديثُ الَّذي قرأتهُ عليكُم مِن غَيْبَة النُعماني الإمامُ يُخاطِبُ عليَّ بن يقطين، الحديثُ هُنا عليُّ بن يقطين يَسألُ الإمامَ الكاظِم - قَالَ، قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ مُوسَى صَلواتُ اللّهِ عَلَيه: مَا بَالُ مَا رُويَ فِيْكُم مِنَ الْمَلَاحِمِ لَيْسَ كَمَا رُوي - لم يتطبَّق على الأرض - وَمَا رُويَ فِي أَعَادِيكُم - إنَّهُم العبّاسيّونَ القُدَماء، إنَّهُم الأُمويّونَ القُدماء - قَدْ صَح - "صَح"؛ تَحقَّقَ على الأرض، يعني أنَّ ما جاء في الأحاديثِ عن دولتكم لم يتحقَّق إلى الآن هذا هو مقصودهُ، هو لا يتحدَّثُ عن كَذبٍ وصِدقٍ هُنا وإنَّما يتحدَّثُ عن الصحَّةِ على الأرض - فَقَالَ إِمَامُنا الكَاظِمُ صَلواتُ اللّهِ عَلَيه: إِنَّ الَّذِي خَرَجَ فِي أَعْدَائِنَا - خَرجَ مِن الأحاديث - كَانَ مِنَ الحَقّ فَكَانَ كَمَا قِيْل - إنَّها اخباراتٌ مِنَ الغَيْب - وَأَنْتُم - أمَّا أنتُم - عُلِّلْتُم بِالأَمَانِيّ - "عُلِّلْتُم"؛ أي أنَّكُم رُبِّيتُم، هُدِّئْتُم مِثلما يقول الطُغرائيُّ في لاميّتهِ المعروفة بلاميّة العجم:

أُعَلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أَرْقَبُها          مَا أَضْيَقَ العَيْش لَوْلَا فُسْحَةُ الأَمَلِ

حقيقةٌ هذهِ، كما يقولُ أميرُ المؤمنين صلواتُ اللّهِ وسلامهُ عليه: (لَوْلَا الأَمَل لَسَاءَ العَمَل)، لأنَّ الإنسانَ حينئذٍ سيُصِبحُ مُتشائماً وسَتُهيمنُ عليهِ الكآبةُ وحينئذٍ لَيسَ هُناكَ مِن حماسٍ.

- وَأَنْتُم عُلِّلْتُم بِالأَمَانِيّ فَخَرَجَ إِلَيْكُم كَمَا خَرَج.

وهذا واضحٌ في الأحاديث هُناكَ أسلوبٌ خاصٌّ في أحاديث الغَيْبَةِ والظهور يُمكنُ أن تُفَسَّرَ في أكثرَ مِن مَقطعٍ زماني، وهذا ما وقعَ في الماضي وما وقعَ في حياتنا أيضاً، فَسَّرنا وفَسَّرنا من الأحاديثِ ما فَسَّرنا في سنواتٍ سابقةٍ لكنَّنا ما وجدنا شيئاً على الأرض معَ أنَّ فَهْمَنا للأحاديثِ لم يَكُن مُخالِفاً لا لذوق الأحاديثِ ولا للبلاغة العربيّةِ وأَدَبِها، لكنَّ الأمرَ يَعودُ إلى المعطياتِ النَّاقِصة، وكانَ الفَهْمُ وفقاً للمعطيات المتوفِّرة مع أُسلوبُ الأمانيّ الَّذي يُهيمنُ على هذهِ الرواياتِ والأحاديث، وهذا واضحٌ في كَلِماتهم هُم يُريدونَ مِنَّا هذا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ﴾، جزءٌ من المرابطةِ معَ إمامِ زماننا أن نُوثِّقَ علاقتنا الوجدانيّةَ بهِ مِن خِلالِ أمانِيّنا العقائديّةِ الصَّادقة، (مَن أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرِكَ فِي عَمَلِهِم وَمَنْ أَحَبَّ قَوْمَاً حُشِرَ مَعَهُم)، ما نحنُ هكذا نتواصلُ معَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلواتُ اللّهِ عليهم

المجموع :2592

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق