فاطمة صلواتُ اللهِ عليها القيّمة على الدين
الكافي

إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

وصف للمقطع

مقطع من برنامج دليل المسافر ح58 
• ● في الكتاب الكريم لم يُوصَف أحدٌ بوصف “القيّمة” إلّا هي “صلواتُ اللهِ عليها” وكذلك رسول الله وُصِف بهذا الوصف.. هي رُوحهُ التي بين جنبيه، هي نفسهُ، هي مُهجته.. إنّها مُحمّدٌ “صلَّى اللهُ عليه وآله”.
• في سُورة الكهف مِن الآية (1) بعد البسملةِ وما بعدها، قولهِ عزَّ وجلَّ: {الحمدُ للّه الّذي أنزل على عبدهِ الكتاب ولم يجعلْ لهُ عِوَجا * قيّماً لِيُنذر بأساً شديداً مِن لدُنهُ ويُبشّرَ المُؤمنين الّذين يعملونَ الصالحات أنَّ لهُم أجراً حَسَنا}.
• ● قولهِ: {قيّماً لِيُنذر بأساً شديداً} فهُناك جاءَ وصْفُ رسولِ الله أنّهُ قيّمٌ.. وهُو الذي يُنذِرُ وليسَ الكتاب، الذي يُنذرُ رسولُ اللهِ “صلَّى اللهُ عليه وآله”.. وقولهِ: {ويُبشّرَ المُؤمنين} الذي يُبشّرُ هُو مُحمّدٌ “صلَّى اللهُ عليه وآله” وليس الكتاب.
• مِثلما جاءَ في وصْفُ الصدّيقة الطاهرة أنّها القيّمة.. وجاءتْ مُعرّفةً: {وذلك دينُ القيّمة} الألف والّلام هُنا هي ألف ولام التعريف في مُستوى العَهْد الذهني (وقفة توضيح لِلام العهد الذهني بمثال).
• هُناك قيّمةٌ مَعهودةٌ في أذهاننا إذا كانتْ أذهاننا تُفسّرُ القُرآن بِحَسَب تفسيرِ عليٍّ وآل عليٍّ للقرآن.
• في الآية 9 بعد البسملة مِن سُورة الإسراء، قولهِ عزَّ وجلَّ: {إنّ هٰذا القُرآن يهدي للّتي هي أقومُ ويُبشّر المُؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهُم أجرًا كبيرًا}، الآيةُ قالتْ يَهدي للتي هي أقوم، ولم تقلْ: يهدي للذي هو أقوم.
• وقفة عند حديث الإمام الصادق “عليه السلام” في [الكافي الشريف: ج1] صفحة 242 – باب أنَّ القرآن يهدي للإمام، الحديث (2).
• (عن العلاء بن سيّابة، عن أبي عبد الله “الإمام الصادق عليه السلام” في قوله تعالى: {إنَّ هذا القران يهدي للتي هي أقوم} قال: يهدي إلى الإمام).
• يهدي للحقيقةِ التي هي أقوم، ولكن ألا تَرون أنَّ التعبيرَ أنسبُ بالقيّمة، أنسَبُ بفاطمة لأنَّها هي الإمام هُنا..؟! فالدينُ دينها والقيمومةُ لها.. أنا لا أُريد أن أحصرَ الآيةَ بفاطمة.. الآية تتحدّثُ عن الولاية والإمامة، والإمام.. هذهِ المضامين وردتْ في أحاديثهم الشريفة “صلواتُ اللهِ عليهم”.
• في الآية 36 مِن سُورةِ التوبة وهي تتحدّث عن سلسلة الأئمةِ الإثني عشر: {إنَّ عدَّةَ الشُهُور عند اللهِ اثنا عشر شهْراً في كتاب اللهِ يومَ خَلَقَ السماواتِ والأرض منها أربعةٌ حُرُمٌ ذلكَ الدينُ القيمُ فلا تظلمُوا فيهنّ أنفسكُم وقاتلوا المُشركين كافّةً كما يُقاتلونكُم كافّةً واعلمُوا أنّ اللّه مع المُتّقين}.
• الآية تُشير إلى تعدّد سلاسل الإمامة.. فالمُراد مِن قولهِ: {منها أربعةٌ حُرُمٌ} العليّون الأربعة (عليُّ المُرتضى، عليُّ السجّاد، عليُّ الرضا، عليُّ الهادي) هكذا ورد في رواياتهم “صلواتُ اللهِ عليهم”.
• وقوله: {ذلكَ الدينُ القيمُ} ليس الحديثُ هُنا عن شُهور السنةِ التي نعرفها وعن الشُهور الحُرُم.. هذا يأتي في حاشية الدين.. الحديثُ هُنا على الأئمة الإثني عشر وهذه السلسلة تتفرّع عن السلسلة الأُمّ وهي سلسلة الأئمة الأربعة عشر.
• قوله: {ذلكَ الدينُ القيمُ} إنّه دينُ القيّمة، دينُ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد، إنّهُ دينُ الأنبياء على طُول الخطّ.. فما مِن نبيّ بُعِثَ إلّا وقد بُعِثَ بنبوّة نبيّنا وولاية عليٍّ والأئمة من بعده.. والأئمةُ مِن بعده يبدأون مِن فاطمة.
• في سورة يوسف في الآية 40 بعد البسملة والآية التي تسبقها، قوله عزّ وجلَّ: {يا صاحبي السجن أأربابٌ مُتفرقُون خيرٌ أم اللهُ الواحدُ القهّار* ما تعبُدُونَ مِن دُونه إلّا أسماءً سمّيتُمُوها أنتُم وآباؤُكُم ما أنزلَ اللهُ بها مِن سُلطانٍ إنْ الحُكْمُ إلّا للهِ أمَرَ ألّا تعبُدُوا إلّا إيّاهُ ذلكَ الدينُ القيّمُ ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمُون}.
• المضمون هو هو في سُورة الروم في الآية 30 بعد البسملة، قولهِ عزَّ وجلَّ: {فأقمْ وجهكَ للدينِ حنيفًا فطرتَ اللهِ الّتي فطَرَ الناسَ عليها لا تبديلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلك الدينُ القيّمُ ولٰكنَّ أكثر الناس لا يعلمُون}.
• {ذلكَ الدينُ القيمُ} إنّه الدين الزهرائي.
• وفي الآية 43 بعد البسملة مِن سورة الروم، قولهِ عزَّ وجلَّ: {فأقم وجهكَ للدين القيم مِن قبل أن يأتي يومٌ لّا مردَّ لَهُ مِن اللهِ يَومئذٍ يصّدّعُون}.
• أختمُ حديثي بما جاء في حديث المعرفةِ بالنَورانيّة.. يقول سيّد الأوصياء “صلواتُ اللهِ عليه”:
• (يا سلمان ويا جندب، قالا: لبّيكَ يا أمير المؤمنين، قال “صلواتُ اللهِ عليه”: معرفتي بالنَورانيّة معرفةُ اللهِ عزَّ وجلَّ ومعرفةُ اللهِ عزَّ وجلَّ معرفتي بالنَورانيّة وهُو الدينُ الخالص الذي قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {وما أُمروا إلّا لِيعبدوا اللهَ مُخلصينَ لهُ الدين حُنفاء ويُقيموا الصلاةَ ويُؤتوا الزكاةَ وذلكَ دينُ القيّمة}..).

المجموع :2627

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق