كواليس مسرح التفسيرِ... أمثلة قرآنية لصُوَرٍ على خشبة المسرح وفي كواليسه
وصف للمقطع

في سورةِ البقرة، الآيةِ السادسةِ بعد العاشرةِ بعد المئتين بعد البسملة: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ - هذهِ الصورةُ على خشبة المسرح - وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ - هذهِ الصورةُ في كواليس المسرح - وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾، نحنُ نعلم ولكنَّنا نعلمُ الَّذي نراهُ على خشبةِ المسرح وهذا ما هو بعلم، ولذا فإنَّ الآية تقول: (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، من هنا نحنُ بحاجةٍ إلى إمام، هذا هو سرُّ الاحتياجِ إلى الإمام.

في سورةِ النساء، الآيةِ التاسعةِ بعدَ العاشرةِ بعدَ البسملة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْها وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَة وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً - التعبيرُ يختلفُ عن التعبيرِ في الآيةِ السابقةِ الَّتي قرأتُها عليكم من سورة البقرة - فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً - هذا على خشبة المسرح - وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾، في الكواليسِ يمكنُ أن يتغيَّر التقدير.

في الآيةِ الَّتي مرَّت علينا من سورةِ البقرة:

- "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً"؛ في خشبة المسرح.

- وهو مُقدَّرٌ في الكواليسِ؛ "وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ"، بنحوٍ ثابت.

- "وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً"؛ على خشبة المسرح.

- ولكن في الكواليسِ بنحوٍ ثابت؛ "وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ".

هنا الصورةُ في الكواليسِ يمكنُ أن تتغيَّر، تُلاحظونَ أنَّ الصور قد تكونُ ثابتةً وقد تكونُ مُتحرِّكةً مُتغيّرة، وهذا هو الَّذي قصدتهُ حينما حدَّثتُكم عن شبكةِ التقدير، أتحدَّثُ عن تقدير الأحداثِ والحوادث، وكيفَ أنَّ تغييراً يجري في تلكَ الشبكةِ في كُلِّ عامٍ في شهر رمضان في ليلة القدر، هناكَ تغييرٌ في الخطوطِ الواصلةِ وفي الخطوط المنفصلةِ في تلكَ الشبكة، قد تنفصلُ الخطوطُ المتَّصلة وقد تتَّصلُ الخطوطُ المنفصلة.

الآيةُ الأربعون بعد البسملةِ من سورة الحج جاء فيها: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾، إنَّها سُنَّةُ التدافُع هذا الَّذي يتحدَّثونَ عنهُ في أيَّامنا ما يُصطلحُ عليهِ "بصِدَام الحضارات"، وقد يُعبَّرُ عنهُ "بصراع الحضارات"، فتارةً يعلو هذا الطرف وأخرى يذهبُ نازلاً هابطاً، فيعلو ذلك الَّذي يجلس في الحاشية ويذهبُ الَّذي كان جالساً في المتن، إنَّها عمليّةُ سَوط القِدر كما وصفتها الرواياتُ والأحاديث حتَّى يعودَ أعلاكُم أسفلَكم وأسفلُكم أعلاكم، 

﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً﴾، الَّذي يظهرُ على خشبة المسرح هو التدافع التصادم، لكنَّ الَّذي في الكواليسِ هو هذا؛ المحافظة على هذه الصوامعِ والبِيَعِ والصَّلواتِ والمساجد حيثُ يُذكَرُ فيها اسمُ الله كثيرا.

دَقِّقوا النظر في تعبير الآية:

- ما قالت الآيةُ يُذكَرُ فيها الله كثيراً.

- قالت: (يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً).

اسم الله مَن؟ إنَّهُ الحُجَّةُ بنُ الحسن صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.

ألا تتلمَّسون مِن أنَّ كُلَّ المؤسَّساتِ الدِّينيَّة في زماننا هذا بدأت تبحثُ عن مستقبل العالمِ وعن الأيَّامِ القادمةِ الموعودة كما يُسمّونها كُلٌّ بحسبهِ، كُلٌّ على هواه وكُلُّ حزبٍ بما لديهم فَرحون، مثلما نحنُ فَرِحون بما عندنا الآخرون فَرِحون بما عندهم - وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، النصرُ في آخر الأمرِ سيكونُ لاسم الله.

الآيتان السادسةُ والسابعةُ بعدَ البسملةِ من سورة المعارج تتحدَّثانِ عن حقيقةٍ موجودةٍ في شُعورنا وفي عِلمِنا وفي تقديرنا للأمور، سأقرأُ الآيتين فقط: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً ۞ وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾، هذا الكلامُ ينطبقُ على يوم القيامةِ، ينطبقُ على يوم الرَّجْعَةِ، ينطبقُ على يوم الظهورِ، إنَّها أيَّامُ الله، هذا الَّذي يبدو على خشبةِ مسرح التقدير نراهُ بعيداً، في الكواليسِ إنَّهم يرونهُ قريباً، هكذا تجري الأمورُ في واقعِ حياتنا اليوميّةِ وفي واقعِ حياتنا الغَيبيَّةِ الَّتي لا نعرفُ أسرارها ولا نعرفُ ما هو مُخبَّأٌ لنا في قادمِ ساعاتنا فضلاً عن قادم أيَّامنا.

هناكَ حقيقةٌ تحدَّثت عنها سورة ق، في الآيةِ الثالثةِ والعشرين بعد البسملة: ﴿لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا﴾، نحنُ في غفلةٍ، هذهِ الغفلةُ فيها جانبٌ إيجابيٌّ وفيها جانبٌ سلبيٌّ؛

الجانبُ الإيجابيُّ؛ هذهِ الغفلةُ تُعيننا على أن نستمرَّ في حياتنا لأنَّنا إذا كُنَّا مُلتفتينَ ومُنتبهينَ إلى كُلِّ صغيرةٍ ودقيقةٍ من أمورنا لن نستطيعَ أن نستمرَّ في حياتنا الدنيويّة سنُعرِضُ عنها لأنَّنا سنلامسُ حقيقتها من أنَّها منتهيةٌ فلماذا كُلُّ الاهتمام هذا بها، هذهِ الغفلةُ تُعيننا أن نستمرَّ في حياتنا.

في كلماتِ أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: "مِن أَنَّ الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى جَعَلَ الحَمَاقَةَ جُزءَاً مِنْ تَكويِن الإِنْسَان وَلولا ذَلكَ لَمَا اسْتَطَاعَ الإِنْسَانُ أَن يَعِيْشَ فِي هَذِهِ الدُنْيَا"، لأنَّ الإنسانَ إذا كانَ عقلاً كاملاً حينئذٍ سَيُفكِّرُ في عواقبِ الأمور، والعقلُ الكاملُ، أتحدَّثُ عن عقلٍ كاملٍ بنحوٍ نسبيٍّ، نقولُ عنه عقلٌ كاملٌ بنحو المسامحةِ، بنحو التساهلِ في التعبير، بالقياسِ إلى ما هوَ دونهُ، فإذا كُنَّا على عقلٍ كاملٍ فإنَّنا سننظرُ في كُلِّ أمرٍ بحسبِ عاقبتهِ، وحينما لا نجدُ عاقبةً حقيقيَّةً لأيِّ أمرٍ فإنَّنا سَنُعرضُ عنه سنقومُ بإهمالهِ، فإذا ما نظرنا إلى شؤون الدنيا فإنَّنا لا نجدُ شأناً في الدنيا يستحقُّ الاهتمام، لكنَّ الحماقةَ الَّتي هي جزءٌ من تكويننا والغفلةَ الَّتي هي جزءٌ من إدراكنا تجعلنا ننظرُ إلى أمورٍ لا عاقبة لها من أنَّها مستديمةٌ.

الجانبُ السلبيُّ: أن نُغرِقَ معَ الغفلةِ أن نذهبَ بعيداً معها، إذا ذهبنا بعيداً معها الويلُ لنا، هذهِ الغفلةُ ستقودنا بعيداً عن إمامِ زماننا مثلما فعلت بمراجعِ النَّجفِ وكربلاء، لقد أخذتهم بعيداً عن إمامِ زماننا وغطسوا في ضلالهم حتَّى بعد أن عرفوا لا يريدون الخروج من ضلالهم تعلُّقاً بالمناصبِ والأموالِ وبما عندهم من الدنيا، هذهِ حقيقةٌ أتباعهم لا يعرفونها.

أعودُ إلى الآية: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾، ما كنت تراهُ كان على خشبة المسرح، كانَ عليكَ أن تعرف من أنَّ الكواليس فيها ما فيها وليس هُناك من حلٍّ لنا إلَّا التَّسليم، ما هو الإسلامُ تعريفهُ في ثقافةِ العترةِ الطاهرة الإسلامُ هو التَّسليم، التَّسليمُ لِمَن؟ التَّسليمُ لإمامِ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، مَن أرادَ منكم أن يستكملَ الإيمانَ كُلَّ الإيمان هذهِ كلماتُ أئِمَّتنا؛ (مَن أَرَادَ مِنكُم أن يَستَكْمِلَ الإِيمَانَ كُلَّ الإِيمَان - فماذا يفعل؟ - فَلْيَقُل القَولُ مِنِّي مَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد مَا بَلَغَني عَنْهُم وَمَا لَم يَبْلُغنِي - ما كان موجوداً على خشبةِ المسرح وما كانَ في الكواليس - مَا أَسَرُّوا وَمَا أَعْلَنُوا)، هكذا نُخاطبهم في زياراتهم: (إِنِّي مُؤْمِنٌ بِظَاهِرِكُم وَبَاطِنِكُم بِسرِّكُم وَعَلَانِيَتِكُم بِأَوَّلِكُم وَآخِرِكُم).

﴿لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا﴾، هذا الخطابُ يُوجَّهُ للإنسانِ متى؟ الآياتُ السابقةُ ترسِمُ لنا المشهد، الآيةُ التاسعةُ بعد العاشرةِ بعدَ البسملة من سورةِ ق وما بعدها: ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ۞ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ۞ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيد ۞ لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾، ما كُنت تراهُ كان على خشبة المسرح، الحقيقةُ في الكواليس، والعلاجُ هو التَّسليمُ لإمامِ زماننا، التَّسليمُ التَّسليمُ التَّسليم.

في سورةِ المؤمنون: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾، في تأويلهم؛ قد أفلحَ الـمُسلِّمون، هذا حديثهم ما هو حديثي.

في الآيةِ الرابعةِ والخمسين بعد البسملةِ من سورةِ آلِ عمران حديثٌ مباشرٌ عن كُلِّ المضامين الَّتي تقدَّمت في الآيات الَّتي تلوتها عليكم، سأذهبُ إلى الآيةِ بحدودِ ألفاظها: ﴿وَمَكَرُواْ - مكروا وفقاً لما عندهم من مُعطياتٍ يُشاهدونها على خشبةِ مسرح التقدير - وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، مَكَروا أعداءُ الله الحديثُ هنا عن اليهود، على أيِّ أساسٍ كان مكرهم؟ على أساسِ ما يُشاهدونه على خشبةِ مسرح التقدير، هم لا يملكون اطّلاعاً على ماذا يجري في كواليسِ هذا المسرح، إنَّهم يُشاهدونَ الَّذي يجري على خشبة المسرح بغضّ النظر أكانت الستارةُ مفتوحة أم لم تكن..

مَكرُ اللهِ أين يكون؟ في كواليسِ مسرح التقدير، الماكرونَ هنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد فلا نتوقَّعُ أنَّ الله يُقايسُ فيما بينَ مَكرهِ ومكرِ إبليسَ مثلاً!

﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، المكرُ هنا هو حُسنُ التخطيط الإلهي ولُطفُ التدبير الربَّاني، والماكرونَ هنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، فإنَّ التخطيطَ بأيديهم وإنَّ التدبيرَ والتقديرَ إليهم، نحنُ لا نتوقَّعُ أنَّ الله سبحانهُ وتعالى يُقايسُ بين مكرهِ ومكرِ إبليس! أو أن يُقايسَ بين مكرهِ سبحانه وتعالى ومكرِ معاوية على سبيلِ المثال، هذا الكلامُ ليسَ منطقيَّاً!

في سورة الأنفال، الآيةِ الثلاثين بعد البسملة: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ - الخطابُ لرسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله، ما خَطَّط لهُ الماكرونَ من عُتاةِ قُريش وفي مجلسهم في دارهم حينما جلسوا يُخطِّطون لقتلِ رسول الله دخلَ عليهم شيخٌ نجديٌّ وهو الَّذي أشارَ عليهم ما أشارَ به، ذلك الشيخُ النجديُّ بعد أن أشارَ عليهم ما أشارَ به أخذوا يُفتِّشون عنهُ كي يشكروه فما وجدوه، إنَّهُ إبليس الرواياتُ هكذا حدَّثتنا - وَيَمْكُرُون وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾، هُناكَ حَدَثٌ على خشبةِ مسرح التقدير، وهُناكَ حقيقةٌ تجري في الكواليس.

في سورة النمل، الآيةِ الخمسين بعد البسملة وما بعدها: ﴿وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون﴾، هم لا يعلمونَ بتخطيطنا، هُم مكروا مكرهم وفقاً للمعطياتِ على خشبة المسرح أكانت سريَّةً أم علنيَّةً، ظاهرةً للجمهور الَّذي جاءَ لمشاهدةِ المسرح أم أنَّها خلفَ ستارة المسرحِ لأنَّ الستارة لم تُفتح بعد - فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾، الحديثُ عن قومِ ثمود، سياقُ الآياتِ السابقة في قصّةِ قومِ ثمود، ﴿وَمَكَرُوا مَكْراً - ما كانوا قد خطَّطوه في مواجهةِ نبيِّهم صالح - فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۞ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون﴾، أنجيناهم بمكرنا.

في سورةِ يونس، الآيةُ الحاديةُ والعشرون بعد البسملة: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴾، "قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً"؛ إنَّهُ المكرُ الأسرع.

في سورةِ الأعراف، الآيةِ التاسعةِ والتسعين بعد البسملة: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون﴾، الأمنُ من مكر اللهِ من عظائم الذُّنُوب.

"أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ"؛ يعبثونَ ويفعلونَ ما يريدون وهم يعتقدونَ أنَّ مكر اللهِ بعيدٌ عنهم، أن يأمن الإنسانُ مكر الله كبيرةٌ من الكبائرِ وعظيمةٌ من العظائمِ، إنَّها عظيمةٌ من العظائمِ العقائديَّة وكبيرةٌ من الكبائرِ العقائديَّة، كيف يأمنُ الإنسانُ مكرَ الله؟! إنَّهُ يستهينُ بجلالهِ وقُدسه لأنَّهُ يُقلِّلُ من شأنِ حكمتهِ، حكمتهُ سُبحانهُ وتعالى أن تكونَ الأحداثُ ظاهرةً على خشبةِ مسرح التقديرِ لكي تستمر الحياة، لأنَّنا إذا اطّلعنا على الحقائقِ فإنَّنا لا نستطيعُ أن نستمرَّ في حياتنا، والاستمرارُ في الحياةِ غايةٌ مطلوبةٌ لتطبيقِ البرنامج الإلهي.

في سورة الرعد، الآيةِ الثانيةِ والأربعين بعد البسملة: ﴿وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً﴾. حتَّى مكرهم إنَّهُ يجري على خشبةِ مسرحِ التقدير حتَّى ما يَصدرُ منهم، ولذا فإنَّ المكر بِكُلِّهِ للهِ سبحانهُ وتعالى.

المجموع :2631

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق