هل تُوجَدُ كائناتٌ فضائيَّةٌ على الأرض؟
وصف للمقطع

بحسَبِ العُلُوم المعاصرةِ ومن خِلالِ ما يُكتَبُ في الكُتُب المختصَّةِ بهذا الموضوع أو من خِلالِ المؤتمراتِ العلميَّةِ ومن خِلالِ البياناتِ العِلميَّةِ والإعلاميَّةِ؛ فإنَّهُ إلى هذهِ اللَّحظةِ بشكلٍ عِلميﱟ واضحٍ وبطريقةٍ رسميَّةٍ لَم يُصرَّح ولَم يُبيَّن إلى الآن من أنَّ كائناتٍ فضائيَّةً وصلت إلى الأرض وتواصلت مع الإنسان، أو أنَّ الإنسانَ تواصلَ معَ كائناتٍ فضائيَّةٍ في الكواكبِ الأخرى، هذا الكلامُ لم يُطرَح بنحوٍ عِلميﱟ بحسَب المنطقِ العِلميّ الأكاديمي، لكن على حاشيةِ الموضوع هُناكَ كلامٌ كثيرٌ، في الإعلامِ، في زوايا السياسةِ وحتَّى على ألسنةِ العُلماءِ والمختصّين لكنَّهم لا يتورَّطونَ بتصريحٍ علنيﱟ واضحٍ ومُؤكَّد، وإنَّما يضعونَ الأمرَ في قائمةِ الاحتمالات.

-عرض فيديو عِبرَ قناة سكاي نيوز عربيّة.

تعليق: هذا التقريرُ الموجزُ يُلخـﱢـصُ لنا الواقعِ العِلميَّ الأكاديميَّ المعاصر، وما يظهرُ من المؤسَّسات العِلميَّةِ المختصَّةِ بهذا الموضوع على ساحةِ الإعلام،

في قُرآنِنا؛

في سورة الشورى، الآيةِ التاسعةِ والعشرين بعدَ البسملةِ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ - مِن آياتِ اللّهِ سُبحانَهُ وتعالىٰ - خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ﴾، ما بثَّ ما نَشرَ، الأرضُ كوكبٌ صغيرٌ وفيها أعدادٌ هائلةٌ من الكائنات الحيَّة، ابتداءً من البشرِ وانتهاءً بالكائناتِ الحيَّةِ المجهريَّة الَّتي لا تُرىٰ إلَّا بالمكبـﱢـراتِ..

فمثلما نشرَ اللَّهُ من الكائناتِ الحيَّةِ في الأرض نشرَ ذلكَ في هذا الكونِ العظيم، هذا يعني أنَّ أعدادَ الكائناتِ الفضائيَّةِ أعدادٌ كثيرةٌ جدَّاً - وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ﴾.

في الآيةِ التاسعةِ والأربعين بعدَ البسملةِ من سورة النحل: ﴿وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾، الملائكةُ ليسوا معدودينَ في دوابﱢ السَّماوات..

في الآيةِ الخامسةِ والأربعين بعدَ البسملةِ من سورة النور: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء - هذهِ قاعدةٌ تُطبَّقُ على دوابﱢ السَّماواتِ والأرض لا علاقة للملائكةِ بذلك - فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ - هذا نعرفهُ في الأرض كائناتٌ حيَّةٌ تمشي على بُطونِها - وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ - البشرُ الطيورُ - وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ - وفي أحاديث الأئِمَّةِ ومنهم من يمشي على أكثرَ من ذلك الحشراتُ أرجُلُها كثيرةٌ - يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾، القضيَّةُ ليست محصورةً بهذهِ الأنواعِ وهذهِ الأصناف، والحديثُ هُنا عن الدوابﱢ عُموماً..

بعدَ ذلكَ الآيةُ تفتحُ البابَ واسعاً: يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ - يخلَقُ اللّهُ ما يشاء من هذهِ الأصنافِ ومن غيرِها من دوابِّ الأرضِ ومن دوابﱢ السَّماء - إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلﱢ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

في الآيةِ الثامنةِ والثلاثين بعدَ البسملةِ من سورة الأنعام، صحيحٌ أنَّ الآيةَ بِخُصوصِ دوابﱢ الأرض: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم﴾، فهذهِ الحيواناتُ الزَّاحفةُ البحريَّةُ البريَّةُ هذهِ الطيورُ أُمَمٌ أمثالُنا، حينما نتحدَّثُ عن أُمَّةٍ هُناكَ منظُومَةٌ اجتماعيَّةٌ، هُناكَ أعرافُ وقوانين قطعاً معَ كُلﱢ أُمَّةٍ بحسبِها..

أنا لا أتحدَّثُ هُنا عن الجنّ، فالجنُّ منهُم من يعيشُ في الأرض، ومنهُم من يعيشُ في الماء، ومنهُم من يعيشُ في الفضاء، والَّذينَ يعيشونَ في الفضاء يعيشونَ في منظُومةٍ كبيرةٍ، القُرآنُ يُخبرِنا عنهُم ويُحدﱢثُنا مثلما جاء في سورة الجن، الآية الثامنةِ بعدَ البسملةِ والَّتي بعدَها الجنُّ يقولون: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً﴾، هؤلاءِ كائناتٌ حسيَّةٌ موجودةٌ مُتحرﱢكةٌ.

في سورة الـمُلْك، الآيةِ الخامسةِ بعدَ البسملة: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ - عمليَّةُ الرَّجم عمليَّةٌ حِسيَّة - وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾، موطنُ الشاهدِ هُنا: ﴿وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ﴾، هذهِ وسائلُ دِفاعٍ وحِمايةٍ في ثغور السَّماوات في الحدود الَّتي لا يُريدُ اللّه لهؤلاء أن يخترقوها، الشَّياطينُ صِنفٌ من أصناف الجنّ، فالجنُّ قوميَّاتٌ وشعوبٌ وقبائل، فهُناكَ الشَّياطينُ، وهُناكَ العفاريتُ، وهُناكَ الأبالسةُ، وهُناكَ الفراعنةُ، وهُناكَ الأسامرةُ، وهُناكَ الأفاترةُ، وهُناكَ وهُناك، أقوامٌ وشعوبٌ أعمارُهُم طويلةٌ يتكاثرونَ بطريقةٍ تكونُ أعدادهُم أكثرَ من بني البشر، هذا موضوعٌ واسعٌ مُضطردٌ..

الجنُّ في الفضاءِ لَهُم دولَتُهُم، لَهُم حضارتُهم، ودولةٌ قويَّةٌ جدَّاً، وها هم يتحرَّكونَ للتجسُّسِ على المناطقِ الَّتي لا يحقُّ لَهُم أن يصلوا إليها - وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً ۞ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ - للتجسُّس للتنصُّت - فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً﴾، إذاً هُناكَ عمليَّةُ حربٍ، وهُناكَ أُمَمٌ، هذهِ أُمَّةٌ من الأُمَم، الرواياتُ حدَّثتنا وبيَّنت لنا من أنَّ أُمماً في هذا الكون الوسيع منزلتُهُم الإدراكيَّةِ الحضاريَّةِ دُونَ منزلة الإنسان، ومنهُم أقوامُ يأجوجَ ومأجوج، هذا صنفٌ من الأصناف، هُناكَ أصنافٌ أخرى، وهُناكَ أصنافٌ من الأُممِ بمستوى الإنسان، وهُناكَ أصنافٌ أعلى منزلةً من الإنسان، الرواياتُ حدَّثتنا عن حضارةِ جابُلقا وعن حضارةِ جابُرسا، هذهِ مناطقٌ فسيحةٌ ووسيعةٌ في هذا الكون العظيم، أعدادٌ هائلةٌ من الكائنات الحيَّةِ في هذهِ المناطق الحضاريَّةِ المتقدﱢمةِ جدَّاً، وهؤلاءِ سترفعُ الحواجزُ فيما بيننا وبينهُم في دولةِ قائمِ آلِ مُحَمَّد..

في سورة الرَّحمـٰن؛ الكلامُ هُنا عن الإنسِ والجنّ لأنَّ الآية تُخَاطِبُ المجموعتين: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنﱢ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا - هُناكَ إجازةٌ، الأسبابُ متوفّرةٌ بإمكانِكَ يا أيُّها الإنسانُ أن تصعدَ إلى الفضاء، وبإمكانِكَ يا أيُّها الجانُّ أن تصعدَ إلى الفضاء ولكن بِحدود القُدرات الَّتي تتوفَّرُ لديكُم، وإذا ما تجاوزتُم المناطقَ الَّتي يحقُّ لَكُم أن تصلوا إليها فإنَّكُم ستنتهون ستُضرَبُون - لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾، السلطانُ القُدرةُ والتسلُّطُ على الأشياء، وهذا ما يفعلهُ الإنسانُ عِبرَ العُلُومِ المعاصرةِ وعِبرَ التكنولوجيا إنَّهُ يُريدُ أن يُطوﱢعَ الطبيعة، يُريدُ أن يُطوﱢعَ عالَم الفضاءِ تحت سُلطتهِ، الدولُ الكبرى الَّتي تطوَّرت عِلميَّاً إنَّها تتحرَّكُ بهذا الاتجاه..

- فَبِأَيﱢ آلَاء رَبـﱢـكُمَا تُكَذﱢبَانِ - يا معشرَ الجنﱢ والإنس - يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ - إذا ما تجاوزتُم الحدود، هذهِ أسلحةٌ مُعدَّةً لحمايةِ الثغورِ الَّتي لا يحقُّ لا لبني البشرِ أن يتجاوزوها ولا لبني الجن، فُهَناكَ أُمَمٌ كثيرةٌ في هذا الكون بحسَبِ القُرآنِ المفسَّرِ بتفسيرِ العترةِ الطاهرة وبحسَبِ أحاديث العترةِ الطاهرة.

هل هُناكَ كائناتٌ وصلت إلى الأرض؟!

هذا الأمرُ ليسَ مُستبعداً، فإذا تُخبِرُنا الرواياتُ مع الآياتِ من أنَّ قومَ يأجوجَ ومأجوج حينما يقتربُ يومُ القيامةِ إنَّهم سينزلونَ إلى الأرض مع أنَّهُم أُمَّةٌ مُتخلـﱢـفةٌ، فمثلما بإمكانِ يأجوجَ ومأجوج أن يأتوا من الفضاءِ إلى الأرض بإمكانِ غيرِهِم خُصوصاً الاممُ الَّتي حضارتُها أرقى وأعلى مِمَّا عليهِ الإنسانُ في الأرض، الشيءُ اليقينيُّ أنَّ الكونَ الفسيحَ مليءٌ بالأُمَمِ والأقوامِ والشعوبِ المختلفة ومن مختلف الأجناس..

أعتقدُ أنَّ الصورة هي صورةٌ إجماليَّةٌ، ولكنَّ هذا هو الَّذي يتوفَّرُ من المعلوماتِ مِمَّا تتحدَّثُ عنهُ الآياتُ والروايات..

المجموع :2629

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق