وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى إِلَى…
وصف للمقطع

أذهبُ بكم إلى سورةِ طه:

وفي الآيةِ الثانيةِ والثمانين بعد البسملةِ من سورةِ طه تطبيقٌ قُرآنيٌّ عمليٌّ واقعيٌّ لِما تقدَّم من التنظيرِ لهُ في الآياتِ المتقدِّمة الذكر من سورةِ المائدة: ﴿وَإِنِّي - سبحانهُ وتعالى هو الَّذي يقول - وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً - قطعاً الَّذي يتوب لابُدَّ أن يكونَ قد آمن بما آمن بهِ قبلَ التوبة، وإلَّا كيف تاب؟! كانَ مؤمناً لكنَّهُ ضلَّ الطريق، وقعَ في المحذور، عصا، أخطأ، إلى سائر المعاني، فكانَ مؤمناً وعثرَ وتاب - وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ - كانَ مؤمناً وتاب - وَآمَنَ - ترقَّى إيمانهُ إلى إيمانٍ أعلى - وَعَمِلَ صَالِحاً - عملهُ الصالحُ هذا يتناسبُ معَ الإيمان الأرقى، فهل يستحقُّ المغفرة؟ الآيةُ تقولُ لا، لابُدَّ من شرطٍ آخر - ثُمَّ اهْتَدَى - ثُمَّ اهتدى إلى ولايةِ عليٍّ، إلى ولايةِ الحُجَّةِ بن الحسن، بالنسبةِ لنا، بالنسبةِ لهذهِ الشيعةِ ولهذا الزمان - وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾، لولايةِ عليٍّ ولكنَّهُ ما اهتدى لولايةِ الحُجَّةِ بن الحسن، لا معنى لولايةِ عليٍّ حينئذٍ، ولايةُ عليٍّ يتجلَّى معناها في ولايةِ الحُجَّةِ بن الحسن.

﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾، الآيةُ استعملت حرف العطف الواو، لكن حين وصل الحديثُ إلى عليٍّ إلى الحُجَّةِ بن الحسن جاء الحرف (ثُمَّ)، هناك مرحلةٌ انتقاليةٌ هائلة، ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾.

هكذا نقرأ في الزيارةِ الغديريةِ الَّتي نزورُ أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه بها وهي مرويةٌ عن إمامنا الهادي مثلما وردت الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة عن إمامنا الهادي وردت الزيارة الغديرية الَّتي نزور الأمير بها يوم الغدير عن إمامنا الهادي أيضاً صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، فنقرأ فيها أقرأ عليكم من (مفاتيح الجنان): وَأنَّهُ - وأنَّ رسول الله نحنُ نتحدَّثُ معَ أمير المؤمنين - وَأَنَّهُ القَائِلُ لَكَ - رسولُ الله يقولُ لك يا أمير المؤمنين - وَأَنَّهُ القَائِلُ لَكَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقّ مَا آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَ بِك وَلَا أَقَرَّ بِاللهِ مَنْ جَحَدَك وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْك وَلَم يَهْتَدِي إِلَى الله وَلَا إِلَيّ مَن لَا يَهْتَدِي بِك وَهُوَ قَولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى إِلَى وِلَايَتِك" - إلى ولايةِ الحُجَّة بن الحسن، هل تريدون تفسيراً تأويلاً أقوى وأدل وأوضح من هذا الكلام؟!

هذا القُرآنُ هو الَّذي يقول: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾.

وهذا مُحَمَّدٌ يقولُ لعليٍّ بعد أن قال ما قال: (وَهُو قَولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى إِلَى وِلَايَتِك")، يا أمير المؤمنين، وفي زماننا هذا ثُمَّ اهتدى إلى ولايةِ الحُجَّةِ بن الحسن، هذا هو أصلُ الأصول في ديننا.

وما جاء في سورة يس في الآيةِ الثانيةِ بعد العاشرةِ بعد البسملةِ من السورة: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ وَكُلَّ شَيْءٍ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾، وعليٌّ هو الَّذي يقول: (أنَا ذَلِكَ الإمامُ الْمُبين، الَّذي أُحصِي فيهِ كُلُّ شيء) عليٌّ، الحُجَّةُ بن الحسن، إنَّهُ أصلُ الأصول، ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِيْنٍ﴾، الآيةُ واضحةٌ، هل أحتاجُ إلى شرحها وبيانِ دلالتها على أنَّ الإمام هو أصلُ الأصولِ في ديننا؟! الآيةُ واضحةٌ تتعانقُ مع الآياتِ المتقدِّمة الَّتي عرضتها بين أيديكم.

المجموع :2621

العنوان الطول روابط البرنامج المجموعة الوثاق