العالون في الاية {أستكبرتَ أم كُنتَ من العالين}

البرهان في تفسير القران - ج6
سورة ص - الآية 73

عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا جلوساً عند رسول الله، إذ أقبل إليه رجل، فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ لإبليس: {أَستكبرتَ أم كنتَ مِن الع?الين} مَن هم يا رسول الله - العَالين - الذين هُم أعلى مِن الملائكة المُقرّبين - ولم يُؤمروا بالسجود لآدم -؟
فقال رسول الله: أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كنّا في سُرادق العرش نُسبّح الله، فسبّحتْ الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام. فلمّا خلق الله عزّ وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولم يُؤمروا بالسجود إلّا لأجلنا - لِما تجلّى في آدم مِن نورنا - ، فسجدتْ الملائكة كلّهم أجمعون إلّا إبليس فإنّه أبى أن يسجد. فقال الله تبارك وتعالى: {يا إبليس م?ا منعك أن تسجد لِما خلقتُ بيدي أَستكبرتَ أم كنت مِن الع?الين} قال: مِن هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سُرادق العرش، ثُمّ قال رسول الله: فنحنُ باب الله الذي يؤتى منه، بنا يهتدي المهتدون، فمن أحبنا أحبّه الله وأسكنه جنّته، ومَن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ولا يُحبّنا إلّا مَن طاب مولده

502