تدوين و حفظ الحديث عند اهل البيت و عند مخالفيهم

هدي الساري مقدمة فتح الباري لابن حجر العسقلاني/الفصل الأول


اعلم علمني الله وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع ولا مرتبة لأمرين أحدهما إنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم وثانيهما لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الاقدار.
الكافي الشريف/كتاب فضل العلم/باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب


عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: القلب يتكل على الكتابة

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا.

عن عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها

عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اكتب وبث علمك في إخوانك، فإن مت فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم.

قال أبو عبد الله عليه السلام: أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء

عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم، فلما ماتوا صارت الكتب إلينا فقال: حدثوا بها فإنها حق"
22