{والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يُخرجونَهم من النُور إلى الظلمات} عند آل محمّد عليهم السلام

البرهان في تفسير القرآن- ج1

سورة البقرة - 257


عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني أخالط الناس ، فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ، فيتولون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولونكم ، ليس لهم تلك الأمانة ، ولا الوفاء ، ولا الصدق! قال : فاستوى أبو عبد الله عليه‌السلام جالسا ، وأقبل علي كالغضبان ، ثم قال : «لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله».


قال : قلت : لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء؟


فقال : «نعم ، لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء ـ ثم قال ـ : أما تسمع لقول الله : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، لولايتهم كل إمام عادل من الله ، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ)».


قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفار حين قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا)؟


قال : قال : «وأي نور للكافر وهو كافر ، فاخرج منه إلى الظلمات؟! إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام ، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إياهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب لهم النار مع الكفار ، فقال : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)».




414